وهنا مقالة هي عوان بينهما تجعل كلا من هذين الفرقدين عليا (عليه السلام) وأبا بكر في مكانته اللائقة به (١) تفضيلا فضيلا لفرقد
__________________
ـ وفي البحار ١٩ : ٥٥ عن مجاهد قال : فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار فقال عبد الله بن شداد بن الهاد وأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى انه يقتل فسكتت ولم تحر جوابا ، وفيه (٨٠) قال زرارة قال أبو جعفر (عليهما السلام) (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ) ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى) فقال : هو الكلام الذي يتكلم به عتيق ، رواه الحلبي عنه.
(١) البحار ١٩ : ٨٠ عن تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) إن الله تعالى أوحى إلى النبي يا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إن العلى الأعلى يقرأك السلام ويقول لك : إن أبا جهل والملأ من قريش قد دبروا يريدون قتلك وآمرك أن تبيت عليا في موضعك وقال لك : إن منزلته منزلة إسماعيل الذبيح من إبراهيم الخليل يجعل نفسه لنفسك فداء وروحه لروحك وقاء ـ
وآمرك أن تتصحب أبا بكر فإنه ان آنسك وساعدك ووازرك وثبت على ما يعاهدك ويعاقدك كان في الجنة من رفقاءك وفي غرفاتها من خلصائك ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أرضيت أن أطلب فلا أوجد وتوجد فلعله أن يبادر إليك الجهال فيقتلوك؟ قال : بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رضيت أن يكون روحي ونفسي فداء لأخ لك أو قريب .. وهل أحب الحياة إلا لخدمتك والتصرف بين أمرك ونهيك ولمحبة أوليائك ونصرة أصفياءك ومجاهدة أعدائك ، لو لا ذلك لما أحببت أن أعيش في هذه الدنيا ساعة واحدة فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على علي (عليه السلام) فقال له : يا أبا الحسن قد قرأ علي كلامك هذا الموكلون باللوح المحفوظ وقرءوا علي ما أعد الله لك من ثوابه في دار القرار ما لم يسمع بمثله السامعون ولا رأى مثله الراءون ولا خطر مثله ببال المتفكرين ـ
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكر : أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب وتعرف بأنك تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر : يا رسول الله أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل علي موت مريح ولا منهج متيح وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلي من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع ممالك ملوكها في مخالفتك وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا جرم أن اطلع الله على قلبك ووجد ما فيه موافقا لما جرى على لسانك جعلك بمنزلة السمع والبصر والرأس من الجسد ومنزلة الروح ـ