فلأن الإسراف في كل حقوله محرم ف «من سأل الناس شيئا وعنده ما يقوته يومه فهو من المسرفين» (١).
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(٣٢).
«زينة الله» هي التي خلقها الله لعباده لكي ينتفعوا بها وفق شرعة الله ، والضابطة العامة ـ إذا ـ فيها هي الحلّ ، إلّا ما أخرجه قاطع النص ، ف (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) (٢ : ٢٩) ، كضابطة الحل العامة ، وهنا (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) استنكار شديد على من حرم زينة الله كأصل تقشفا ورهبانية جاهلة قاحلة كما حصل من جمع من المسلمين ، فنزلت الآية تنديدا بهم (٢) ، وعلى حد تعبير الرسول (صلى الله عليه وآله
__________________
ومثل هذه التحقيقات أخذت دورها الفعال في فرنسا وسائر البلاد الأوروبية وفي اليابان مثل ذلك ، فقد حقق طبيب ياباني باسم «الدكتور بنجويم ووج» أن في تتن الجيگارة مادة سامة باسم (دايبنزن) إن زرقت جرذ أبتلي بالسرطان ، ويضيف الدكتور (ووج) أن هذه المادة هي حصيلة احتراق التتن.
وقد جرّب ذلك الزرق في / ٤٠٠٠ جرذا وبعد ٤٢ يوما ابتليت كلها بالسرطان. وعلى أثر هذه التجربات الغوغائية ترك جمع كثير من الناس المعتادين بالدخان في كل أنحاء العالم ولا سيما في أمريكا وانجلترا ، تركوا الجيگارة لحد سبب خسارة على سوق الجيگارة ، لحد بعث أصحاب معامل الجيگارة مبعوثا باسم (الكساندر ماكسويل) إلى المقامات المعنية دفاعا عن منافعهم.
(١) راجع إلى ص ٨٥ حاشية (٢)
(٢) في تفسير الفخر الرازي ١٤ : ٦٣ روى عن عثمان بن مظعون انه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال : غلبني حديث النفس ، عزمت على أن أختصي فقال : مهلا يا عثمان إن خصاء أمتي الصيام ، قال : فإن نفسي تحدثني بالترهب ، قال : إن ترهب أمتي القعود في المساجد لانتظار الصلاة ، فقال : تحدثني نفسي بالسياحة ، فقال : سياحة أمتي الغزو والحج والعمرة ، فقال : إن نفسي تحدثني أن أخرج مما أملك ، فقال : الأولى أن تكفي نفسك وعيالك وأن ترحم اليتيم والمسكين فتعطيه أفضل من ذلك ، فقال : إن نفسي تحدثني أن أطلق خولة ، فقال : إن الهجرة في أمتي هجرة ما ـ