الرب تسبيحا جديدا وأثر سلطانه يكون بعده واسمه «أحمد».
هذه نماذج من البشائر بحق هذا الرسول النبي الأمي ، ولكن ترى ماذا كانت المواجهة اليهودية والنصرانية لهذا الرسول ولرسالته؟ لقد كانوا أنحس وأتعس من المشركين وسائر الملحدين لحد يندّد الله بفعلتهم قائلا : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) (٢ : ٤١).
ذلك وعلى طول الخط نرى دوائر السوء في كافة الحلقات مستخدمة من الصهيونية والصليبية ضد الكيان الإسلامي ، حيث تعالج ـ بزعمها ـ إزالة هذا الدين من الوجود.
فهل يبقى هنا مجال التعاون بيننا وبين اليهود والنصارى في وجه التيار المادي وسائر الإلحاد وهؤلاء وهم أهل كتاب أخطر وأضر على الكيان الإسلامي من كافة الكفرة والملحدين!.
ذلك ، هو (الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ).
(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) أركان أربعة للإفلاح ابتداء من الإيمان به كما يصح ، ثم «وعزروه» توقيرا ثقيلا قدر ما وقره الله ، فليس الإيمان به كسائر الإيمان بسائر الرسل ، إنما هو الإيمان بمن يحمل الرسالات كلها ، فليوقر كما توقر الرسل كلهم وزيادة هي رمز الخلود.
ثم وليس الإيمان والتوقير ـ فقط ـ في زوايا القلب ، بل وهناك ترسيم للإيمان الموقّر في صحيفة العمل ، فيه نفسه : «ونصروه» في حمل هذه الرسالة تطبيقا إياها ودعاية لها ، وفي كتابه (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) وهو رأس الزاوية من نصرته.
فقد تلخصت هذه الزوايا الأربع في الرابعة (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) وإذا ف (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) في معارك الحياة وملتوياتها ومنحنياتها.