قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (٤٩)
(وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (٣٨) :
آية قصيرة ـ فوق تقريرها الحاسم في حقيقة الحياة والأحياء ـ وهي في نفس الوقت حصيرة لا مثيلة لها في سائر القرآن فيما تحمل من أممية الدواب والطير وحشرها إلى ربها يوم الحشر ، اللهم إلّا آية التكوير حيث تحمل حشر الوحوش : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) (٨١ : ٥) فقد تعني مع حشرها الخاص يوم الرجعة حشرها مع سائر الدواب ، فلا تختص ـ إذا ـ بالحشر العام (١).
ولكن هنا (ما مِنْ دَابَّةٍ ...) تستغرق كافة ذوي الأرواح العائشة في الأرض ، وذوي الجناح الطائرة فوق الأرض ، والأرض هنا هي أرض الحياة دون اختصاص بهذه ، فعلها الأرضون السبع ، أم وأعم منها حيث الدواب مبثوثة في السماء كما في آية الشورى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) (٢٩) والدابة كلّ
__________________
(١) : راجع ج ٣٠ : ١٤٣ تجد قولا فصلا عن حشر الوحوش.