جمع «قبيل» تعني جماعات تلو بعض ، أم تعنيهما حيث تحشد كلّ شيء قبيلا قبيلا تقابلهم عيانا كما يشتهون ، فإنهم لا يؤمنون (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أن يؤمنوا مشيئة هارفة خارقة ـ وعوذا به منها ـ حيث المشيئة الحكيمة للإيمان ليست إلّا في حقل الانعطاف إلى الإيمان ممن يسعى له أم لا يسعى للإعراض عن الإيمان.
أجل وهؤلاء الحماقى الأنكاد هم الشياطين المعاندون للنبيين ، الملقون في أمنياتهم الرسالية :
(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ)(١١٢) :
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.) ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد. وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم. (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) (٢٢ : ٥٥)(١).
«وكذلك» الذي جعلنا لك عدوا «جعلنا ...» وذلك جعل تكويني أنه لم يمنعهم تسييرا أن يعادوا النبيين ، حيث الدار دار الإختيار.
هنا «جعلنا» مجردة عن البعث والتحريض ، مع توفيق من الله تعالى رفيق للنبيين حيث لا يضلون بإضلال الشياطين.
__________________
(١) راجع آية الحج تجد على ضوءها تفصيل البحث حول إلقاء الشياطين.