وأخص الخواص في هذا الحقل الثلاثي هو الرسول الأعظم محمد (ص) وكما تدل عليه آيات كآية الميثاق : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٣ : ٨١).
هؤلاء الرهط الكرام هم حقيقة حقة قديمة امتدت شجرتها ، وموكب موصول تماسكت حلقاته ، ودعوة واحدة حملها نبي بعد نبي ، رسالة واحدة وأمة واحدة مهما اختلفت صور من طقوسها العملية عبادية وسواها.
(أُولئِكَ ... فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) :
«بها» هنا تعني مثلث (الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) الكفرة الأنكاد من قوم لدّ «فقد وكلنا بها» إيمانا بها (قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) وهم غيرهم من الناس ، كالأنصار المدنيين ، ومنهم من أسلم من الفرس وقد مدحهم رسول الله (ص) فيمن مدح في مختلف المجالات ، ومن أقواله فيهم : «رحم الله إخواني ..» ومنهم ـ كأفضلهم ـ أصحاب المهدي عجّل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه ، وسائر المؤمنين به.
فالدولة المهدوية العالمية هي الموكّلة بصورة مطبقة مطلقة بالإيمان والتطبيق لهذه الرسالة السامية ، فهي بشارة للمؤمنين بها على طول الخط (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ. وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ).
(أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ)(٩٠) :
وترى الرسول إلى الرسل ورأس زاوية الرسالة والنبوة والإمامة كيف يؤمر أن يقتدي بهؤلاء النبيين الذين هم بأجمعهم أدنى منه في كلّ شيء؟.