فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (٣٥) إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٣٦) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)(٣٧)
(وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)(٢٩) :
(وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (٤٥ : ٢٤) ـ (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (٢٣ : ٣٧).
لقد تحدثنا عن الآيتين الأخريين في مجالتهما بما يحلق على الآيات الثلاث فلا نعيد ، إلّا أن آية الجاثية هي الوحيدة بين هذه الثلاث وبين سائر الآيات التي تتحدث عن حصر الحياة في هذه الأدنى ، وحيدة في استعراض مذهب الماديين الناكرين لأصل المبدء ، وهم أنحس وأركس من المشركين.
ذلك! ولكن الحياة في العقلية والتصور الإسلامي السامي تمتد طولا في الزمان وعرضا في الآفاق وعمقا في العوالم وتنوعا في الحقيقة ، دون أن تقف في حيونتها الدانية الفانية كما يتقوله الماديون والمشركون وأضرابهم.