ذلك ، وأما الكذب الذي به يحتجون على الله فلا ، ولا حتى سؤلهم الكذب بسؤالهم الخاوي حين يسألون : (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ. قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) (٢٣ : ١٠٨).
ذلك بالنسبة للمشركين الأصلاء الرسميين ، وأما الموحدون الذين تخلفوا عن شرعة التوحيد تخلفا مّا عقيديا أو عمليا ، فقد تكون لمقالتهم صحة مّا إذ لم يكونوا وثنيين ، ولكنهم ـ أيضا ـ يعتبرون من المشركين مهما بان بينهم بون.
والشرك المتفرع يعم الشرك الكتابي ، والتجسيم والمشاقة في الرسالة الربانية أو الخلافة المعصومة إلى المرسومة بالأهواء والآراء (١).
__________________
ـ بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم بعضا من الذين بدت منهم المعاصي في دار الدنيا وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا والمستكبرون منهم والمستضعفون يلعن بعضهم بعضا ويكفر بعضهم ببعض ثم يجتمعون في موطن يفر بعضهم من بعض وذلك قوله : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) إذا تعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) ثم يجتمعون في موطن يبكون فيه فلو أن تلك الأصوات مدّت لأهل الدنيا لأذهلت جميع الخلائق عن معايشهم وانصدعت قلوبهم إلّا ما شاء الله فلا يزالون يبكون حتى يبكون الدم ثم يجتمعون في موطن فيستنطقون فيه فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين ولا يقرون بما عملوا فيختم على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود فتنطق فتشهد بكل معصية كانت منهم ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم وأيديهم وأرجلهم لم شهدتم علينا؟ فتقول : (أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ثم يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلائق فلا يتكلم أحد إلّا من اذن له الرحمن وقال صوابا ويجتمعون في موطن يختصمون فيه ويدان الخلائق من بعض وهو القول وذلك كله قبل الحساب فإذا أخذ بالحساب شغل كل امرئ بما لديه نسأل الله بركة ذلك اليوم.
(١) نور الثقلين ١ : ٧٠٨ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين (ع) حديث ـ