والمفهوم من كتاب سفينة الطائفة المولوية التركي العبارة أن الذي أنشأ هذه التكية اثنان ميرزا فولاد وميرزا علوان وهما فارسيان من وجهاء أتباع إسماعيل شاه الصفوي الذي كان السلطان سليم العثماني حاربه وكسر جيشه فهرب المذكوران من الشاه ولا ذا بالسلطان وتوطنا حلب وسلكا طريقة أهل السنة وكأنهما تأكيدا لبراءتهما من التشيع لازما أحد مشايخ الطريقة المولوية المعروف باسم سلطان ديوان محمد أفندي وأخذا عنه هذه الطريقة وعمرا بالاشتراك هذه التكية من مالهما وكان في محلها تل من التراب حوله عرصات فسيحة اشترياها من ذويها ووقفاها على التكية ثم سعيا لدى الأستاذ الكبير على هذه الطريقة القاطن في مدينة قونيه المعروف بملا خوند كار بتعيين أحمد مقري دده أستاذا لهذه التكية وهو كلزي الأصل وكان من مريدي الشيخ (أحمد القاري) ، حكي عنه في كتاب سماع خانه أدب التركي العبارة أنه كان من شعراء أساتذة هذه الطريقة وأنه كان في مبدأ أمره من كبار أغنياء مدينة كلز ففرق أمواله على الفقراء وتجرد عن الدنيا وسلك هذه الطريقة.
وقد اطلعت على رقعة مستخرجة من سجل هذه التكية ذكر فيها أسماء من تصدى لمشيختها منذ تأسيسها حتى الآن فقال : كان أستاذها سنة ٩٣٧ مقري أحمد دده وسنة ٩٩٤ شاطر دده وسنة ١٠٦٢ حسن دده وسنة ١٠٦٥ حسن دده الآخر وسنة ١١٢٠ موسى دده المدفون في مدخل بابها الحالي وسنة ١١٢٦ عمر دده ابن عثمان بن محمد حسام الدين المولوي وسنة ١١٣٩ محمد دده وسنة ١١٣٤ حسن دده الآخر وسنة ١١٧٢ مصطفى دده وسنة ١١٨٧ محمد علي دده (جد أساتذة تكية الشيخ أبي بكر الوفائي) وسنة ١٢١٩ (عبد الغني دده) وسنة ١٢٩٨ واجد دده وسنة ١٣٠٩ عامل جلبي وسنة ١٣٢٦ سعد الدين جلبي وسنة ١٣٢٧ أحمد رامز دده وسنة ١٣٣٨ سعد الدين جلبي أستاذها الحالي.
تنبيه : هذه الطريقة تسمى الطريقة الصديقية نسبة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه مؤسسها بهاء الدين البلخي المتقدم ذكره ولعل غرضه من تأسيسها كان مبنيا على مضاهاة الطريقة القلندرية وغيرها من الطرائق التي ابتدعها طوائف الشيعة باسم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولما انتقل بهاء الدين إلى قونية وحظي عند الدولة السلجوقية على ما حكيناه في أخبار جنكز خان السلطان بنى له علاء الدين السلجوقي التكية المشهورة في قونية وكثرت أتباعه ومريدوه ولما ترعرع ولده مولانا جلال الدين الرومي صاحب كتاب