والزقاق المبلط وبه الغوثية وخط سوق الخيل ويعرف قديما بباب القوس وفيه الحمام الناصري وحارة البهائي وكان إلى جانب الخندق لصيق دار العدل (موضع مستشفى الغرباء) الخانقاه القديم أنشأه نور الدين سنة ٥٤٣ وكان خانقاه حافلا وجاور به عدة من السادة الصوفية منهم العلامة شهاب الدين أبو عبد الله عمر بن محمد السهروردي المنتهى نسبة إلى أبي بكر الصديق صاحب عوارف المعارف وقد ترجمه الذهبي ترجمة طويلة وأطنب في عمله وزهده وقال إنه توفي في مستهل محرم سنة ٦٢٢ وكان قرب المدرسة السلطانية خانقاه القصر أنشأه نور الدين سنة ٥٥٣ وكان مكانها خانقاه قصر شجاع الدين فاتك وكان في جنوبي دار العدل (مستشفى الغرباء الآن) خانقاه أنشأه الأمير علاء الدين طاي المتوفي سنة ٥٥٠ وإلى جانبها قاعة مكتوب على بابها (هذا ما وقفه علاء الدين طيبغا على الخانقاه) وكان قرب هذه الخانقاه خانقاه أنشأها سنقرجا النوري مكتوب عليها (عمر هذا الرباط في دولة أبي القاسم محمود بن زنكي مولاه سنقرجا من ماله ووقفه على فقراء العرب وزهادهم سنة ٥٥٤ صنعه عيسى بن علي) وإلى جانب هذا الرباط قاسارية مكتوب عليها أسست هذه البنية في أيام العادل محمود برسم منافع الخانقاه المجاهدية الملاصقة المتولي شادبخت وقفا مؤدبا سنة ٥٦٤.
الأسر الشهيرة في هذه المحلة
من الأسر الإسلامية القديمة في هذه المحلة أسرة بني العادلي المعروفة قديما بأسرة دوقه كين وهي لم تزل أسرة شابة في ثروتها ووجاهتها ومن نبهاء رجالها ووجهائهم المعاصرين فؤاد بك أكبر أنجال المرحوم أحمد بك ابن محمد بك ومن الأسر القديمة التي بلغت طور الهرم والشيخوخة في هذه المحلة أسرة كوجك علي آغا والد مصطفى نعيما صاحب كتاب الروضتين التركي العبارة الذي تكلمنا عليه في ترجمته. ومن وجهاء هذه المحلة السيد راجي جاسر أحد أعضاء مجلس بلدية حلب وهو من الرجال النبهاء وله مشاركة في كتب الأدب ومحاضرات جميلة من النظم والنثر. والدور العظام في هذه المحلة دور بني العادلي ودار المعصراني ودار بني الجالق والأسرتان الأخيرتان كانتا من الأسر التجارية الشهيرة في حلب.