و «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين» ، وأطهر المطهرين : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢٢ : ٢٢) ، وان كتابة خالد مهيمن لما بين يديه فهو كذلك مهيمن على الرسل بين يديه (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (٥ : ٤٨).
وأنه خاتم النبيين ، لا يصدّق نبي إلّا بختمه وتصديقه كما لا يبعث نبي ولا رسول بعده : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٣٣ : ٤٠).
وان معجزته الخالدة تفوق معجزاتهم في كمها وكيفها ، فأما كمها فقرابة ألفين ومأتين في القرآن نفسه إذ تحدى بسورة من مثله واقصر سورة منه وهي الكوثر تحمل آيات ثلاث ، فكل ثلاث معجزة خارقة ، ثم وكيفها انه دائم دوام شرعته الى يوم القيامة غير فاشل في حجته ولا منسوخ ، بل يزداد بهورا وظهورا على تقدم العقل والعلم.
ولئن كلم الله موسى تكليما في حجاب النور النار من الشجرة المباركة على الطور ، فقد كلم الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا اي حجاب عند السدرة المنتهى (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى. فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى).
ولئن لم يستطع موسى ان يرى ربه بقمة المعرفة إذ قال : (لَنْ تَرانِي) فقد رآه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عند السدرة بنور اليقين : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) ـ (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى).
وقد يروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في معترك الآراء فيمن هو أفضل ـ قوله : «ألا وانا حبيب الله ولا فخر وانا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وأنا اوّل شافع وأنا اوّل مشفع يوم القيامة ولا فخر وأنا اوّل من يحرك