حرب الأعداء سكينة؟ أم فيه (سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) جامعه لهما ، (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) وهي بقية توراتية أماهيه من ميراث النبوة السامية ، و «العلم والحكمة» (١) فان الأنبياء لا يورثون للعلماء والمؤمنين إلّا علما وحكمة.
وآية ثالثة (تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) فانه يأتي دونما حامل تبصرون ، فكأنه هو الذي يأتيكم بلا حامل ، ولكن (تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) إليكم ، و (إِنَّ فِي ذلِكَ) العظيم العظيم من مثلث الآية في التابوت (لَآيَةً لَكُمْ) بارعة قارعة (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بآيات الله البينات.
ولقد عبر عن مثلث الآيات ب «آية» لوحدة الدلالة والاتجاه ، كما (جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) ولقد جمعت هذه الآيات الثلاث الى البراهين الأربعة السالفة فاكتملت سبعة علّها تسكّر عليهم أبواب الجحيم السبع من نكراناتهم ، ثم زيدت عليها آية ابتلاءهم بنهر ، وهذه ثمانية عدد أبواب الجنة الثمان ، علّهم يدخلونها بكل طمأنة ورضوان ، منتصرين في هذه المعركة الضارية الصاخبة كما «وهزموهم بإذن الله».
إن (سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) هنا و «السكينة» في ساير القرآن هي اطمئنان القلب زيادة على طمأنة الإيمان ، فهي من خلفيّات ولاية الله على المؤمنين :(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) كما السكينة لا تنزل إلا على المؤمنين في المخاوف الشديدة : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (٤٨ : ٤).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢٤٦ عن العياشي عن حريز عن أبي جعفر (عليهما السلام) في الآية قال : رضاض الألواح فيها العلم والحكمة العلم الذي جاء من السماء فكتب في الألواح في التابوت.