وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (٢٥٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٢٥٤)
بما ان القرآن دعوة للحياة الدائمة المتجددة عبر الأجيال ، دون حياة محدودة مغلقة في صفحة عابرة غابرة من التاريخ ، لذلك نرى آياته البينات تلتقط لنا من ماضينا لحاضرنا ومستقبلنا فان تاريخ الإنسان سلسلة موصولة متشابهة ، فلندرس من كل غابر لحاضر ، ولكي نكون كأنّنا عشنا الدهر كله بكل تجاربه ، فنصبح على أهبة واستعداد للمضي في طريق الحياة الملتوية الشائكة الطويلة ، عارفين كل هابط وصاعد ، وكل قمة وسفوح ، فنفلح بما ندرسه من غابر الزمن لحاضره ، تحضيرا لتجارب التاريخ ، فتحذرا عن مهاويه ومخازيه.
فالقصص القرآنية تعرض لنا بهذه الوفرة والغزارة مهام الأحداث في تاريخ الأمم الغابرة لنكون على خبرة من أشباهها في العصور الحاضرة ، وكثير منها هي من أحداث الأمة الاسرائيلية ، بما علم الله أن اجيالا من امة الإسلام ستمر بالتي مر فيها بنو إسرائيل ، وتقف من دينها وعقيدتها مواقف مشابهة بمواقفهم ، فعرض علينا مغالق الطريق ومزالقها مصورة في تاريخهم لتكون لنا عظة وعبرة ، قبل الهبوط في تلك المزالق او اللجاج فيها على مدار الطريق.
توجيهات وجيهات حية تنبض بكل مظاهر الحياة ، مشيرة الى معالم الطريق وعوالم الحريق.