قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنسانيأبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

تحمیل

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

76/207
*

إن هذه النصوص ، تزودنا بالكثير حول ( اقامته الطويلة في بلاد الشام ) . فقد كانت اقامته هذه تقضّ مضاجع الحكام آنذاك ، فقد استطاع هذا الصحابي الجليل ، أن يستقطب الاكثرية من الناس ، يعضهم ويرشدهم ، ويذكرهم بأيام الله . وينوّه بمقام أهل البيت عليهم السلام ، ومكانتهم وفضلهم ، وما ورد فيهم على لسان رسول الله ( ص ) الى غير ذلك مما جلب على معاوية المتاعب ، فكتب فيه الى عثمان .

وهنا سؤال يفرض نفسه :

أترى ، كان باستطاعته أن يقوم بهذه الادوار الخطيرة ، خلال أشهر أو سنة ! ؟ كما يدعي أكثر الكتَّاب والمؤرخين .

فهل أن تغيير ذهنية مجتمع بكامله ، كان يتعاطف مع الامويين ، ولم يعرف غيرهم ، وتزويده بذهنية جديدة ذات طابع معيَّن ، من السهولة بمكان ؟ ؟ كما ربما يتصور البعض .

إن تصور هذا من البعد بمكان .

فان عملية إفساد المجتمع الشامي على معاوية ومن ولَّاه ، لا بد وأنها استغرقت سنين عديدة ، لأن تغيير المرتكزات الذهنية السائدة لدى أي مجتمع كان ، لا يمكن أن يتم في خلال أشهر معدودة .

من هنا ، ومما ذكرنا آنفا ، يسهل علينا الوصول الى الحقيقة التاريخية الهامة التي أغفلها المؤرخون القدماء ، وتكتم فيها كثيرون .

أغفلها المؤرخون ، إما إستخفافا بأهلها ، أو فرقا من الحكام الذين كانوا في زمانهم .

وتكتم فيها كثيرون ، خوفا على دمائهم وأموالهم .

left