وَصيّة النبيّ الأعظم صَلّى الله عَليه وَآله وَسَلّم لأبي ذَرّ الغفاري رَضيَ الله عَنه
في مجموعة ورام ( تنبيه الخواطر ) :
أبو حرب ابن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه قال : قدمت الربذة ، فدخلت على أبي ذر جندب بن جنادة ، فحدثني أبو ذر فقال :
دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله ( ص ) في مسجده ، فلم أرَ في المسجد أحداً من الناس إلا رسول الله ( ص ) وعليّ ( ع ) الى جانبه جالس ، فاغتنمت خُلوة المسجد ، فقلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، أوصني بوصية ينفعني الله بها .
فقال ( ص ) : نعم وأكرم بك يا أبا ذر ، إنك منَّا أهل البيت ، وإني موصيك بوصية ، فاحفظها ، فانها جامعة لطرق الخير ، وسُبُله ، فانك إن تحفظها ، كان لك بها كِفل * .
يا أبا ذر : أعبد الله كأنك تراه . فان كنت لا تراه ، فانه عزَّ وجل يراك ، واعلم أن أول عبادة الله المعرفة به . إنه الأول قَبل كل شيء ، فلا شيء قبله ، والفرد ، فلا ثاني معه ، والباقي لا الى غاية ، فاطرِ السموات والأرض وما فيهما ، وما بينهما من شيء ، وهو اللطيف الخبير . وهو على
__________________
* الكفل : الحظ والنصيب ، أو ما يحفظ به الانسان .