مقدمَة المؤلف
بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحمٰنِ ٱلرَّحيمِ
حينما نعمد الى دراسة شخصية تأريخية ـ أياً كانت ـ تطالعنا صُور ومشاهد ، تضفي علينا مزيداً من الوضوح في البحث عن الجوانب الهامة المحيطة بها .
وأول شيء يواجهنا في هذا المضمار ، هو « السيرة » ولكن لا فائدة ولا جدوى منها بدون دراسة وتحليل . إذ أنها وحدها هيكل شاخص لا روحَ فيه ، فهي لا تتجاوز أن تكون كلمات مرسومة على الورق ، بمستطاع كل قاریء أن يقرأها ، ويتندَّر بها أمام أقرانه وزملائه ، كأي قصة تأريخية مثيرة ، من دون أن تترك في نفس القاریء أو السامع أي أثر نافع مفيد . سوى انفعالات نفسية آنيَّة .
ولكن ، حينما يصل الحديث الى عظماء الصحابة ، واستجلاء سيرتهم ، نجد أنفسنا أمام مدرسة مثالية ، غنية بالعطائين ، الفكري والروحي ، ومليئة بالعظات والعبر . ونلمس في سلوكهم وأفعالهم ، مع أنفسهم ومحيطهم ، تجسيداً كاملا للمبدأ الذي دعوا اليه وكافحوا من أجله . كما نجد ان كلمتهم ، كانت الكلمة المسؤولة ، وحياتهم كانت كلها مواقف خالدة خلود الروح ، وباقية بقاء الإنسان .
إن
هذا النمط من العظماء ، يخضع لمراحل صعبة على محكِّ الإختبار