ملازما وجليسا ، وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا ، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا ، سأله عن الأصول والفروع ، وسأله عن الايمان والاحسان ، وسأله عن رؤية ربه تعالى ، وسأله عن أحب الكلام الى الله تعالى ، وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء ، أم تبقى ؟ وسأله عن كل شيء حتى مس الحصى في الصلاة . ١ الخ .
وقد منحه النبي صلى الله عليه وآله أوسمة عالية أهمها :
قوله ( ص ) : ما أظلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر . ومن سرّه أن ينظر الى تواضع عيسى بن مريم ، فلينظر الى أبي ذر . ٢ .
وقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن صحة هذا الحديث ، فصدَّقه .
ففي معاني الأخبار بسنده ، عن رجل . قال :
قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أليس قال رسول الله صلی الله عليه وآله في أبي ذر ـ رحمة الله عليه ـ ما أظلَّت الخضراء ، ولا أقلَّت الغبراء على ذي لهجة ، أصدق من أبي ذر ؟
قال : بلى .
قال : قلت : فأين رسول الله ، وأمير المؤمنين ؟ وأين الحسن والحسين ؟
قال ، فقال لي : كم السنة شهراً ؟
__________________
(١) نفس المصدر ٣١٢ .
(٢) الاستيعاب / الاصابة ١ / ٢١٦ .