قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنسانيأبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

تحمیل

أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني

135/207
*

فازبأرَّ ١ معاوية ، وتغير لونه وقال : يا جلّام أتعرف الصارخ ؟ فقلت : اللهم لا .

قال : من عذيري من جندب بن جنادة ! يأتينا كل يوم ، فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت ! ثم قال : أدخلوه عليَّ .

فجيء بأبي ذر بين قوم يقودنه ، حتى وقف بين يديه ، فقال له معاوية :

يا عدو الله وعدو رسوله ! تأتينا في كل يوم ، فتصنع ما تصنع ! أما إني لو كنت قاتل رجل من أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان ، لقتلتك ، ولكني أستأذن فيك .

قال جلّام : وكنت أحب أن أرى أبا ذر ، لأنه رجل من قومي ، فالتفت اليه ، فاذا رجل أسمر ضَرْب ٢ من الرجال ، خفيف العارضين ، في ظهره جَنأ ٣ فأقبل على معاوية وقال :

ما أنا بعدوّ لله ولا لرسوله ، بل أنت وأبوك عدوّان لله ولرسوله . أظهرتما الاسلام ، وأبطنتما الكفر . ولقد لعنك رسول الله ( ص ) ودعا عليك مرّات ألا تشبع .

سمعت رسول الله ( ص ) يقول : اذا ولي الامة الأعين ، الواسع البلعوم ، الذي يأكل ولا يشبع ، فلتأخذ الامة حذرها منه .

فقال معاوية : ما أنا ذاك الرجل .

قال أبو ذر : بل أنت ذلك الرجل ، اخبرني بذلك رسول الله ( ص ) وسمعته يقول ـ وقد مررت به ـ : اللهم إلعنه ، ولا تشبعه الا بالتراب . . الخ . .

__________________

(١) ازبأرّ : غَضِب .

(٢) ضرب : الخفيف اللحم .

(٣) الجنأ : يقال جنیء ، جنأ ، اذا اشرف كاهله على ظهره حدبا .

left