أخشى خلقك لك أعلمهم
بك .
فاذا كان مدار الخشية معرفة المخشى ، كانت
الخشية له سبحانه وتعالى على حسب العلم بنعوت كماله وصفات جلاله فمن كان أعلم به
تعالى كان أخشى له عزّوجلّ.
وقال عليه السلام : البكاء من خشية الله
مفتاح الرحمة ، وعلامة القبول ، وباب الإجابة .
وفي الحديث : قال عليه السلام : «إذا
بكى العبد من خشية الله تعالى تحاتت عنه الذنوب كما يتحات الورق فيبقى كيوم ولدته
اُمّه .
ولعظيم خشيته صلى الله عليه واله في صلاته
يقول مطرف بن عبدالله بن الشخير في رواية له عن أبيه ، قال : رأيت النبيّ صلى الله
عليه واله وهو يصلّي ، ولجوفه أزيز .
كأزيز المرجل من البكاء
وهو إشارة إلى تردّد صوت بكاء الرسول صلى الله عليه واله في صدره الشريف واختناقه
بعبرته ، ولمدى تعلّقه بالله وإنشداده إليه عن طريق الصلاة أشار صلى الله عليه
واله في حديثه لأبي ذر الغفاري رضى الله عنه : يا أباذر! إنّ الله تعالى جعل قرّة
عيني في الصلاة ، وحبّبها إلىّ ، كما حبّب إلى الجائع الطعام ، وإلى الظمآن الماء
، فإنّ الجائع إذا أكل الطعام شبع ، وإذا شرب الماء روى ، وأنا لا أشبع من الصلاة .
ولعظيم شوقه للوقوف بين يدي الله في
الصلاة ، أنّه صلى الله عليه واله كان ينتظر وقت الصلاة ويشتدّ شوقه ، ويترقّب
دخوله ، ويقول لبلال مؤذنه :
__________________