|
ولا يوطن الأماكن ، وينهي عن إيطانها ، وإذا إنتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك. يعطى كل جلساءه نصيبه ، ولا يحسب جليسه ، أن أحداً أكرم عليه منه |
قوله عليه السلام : «ولا يوطن الأماكن ، وينهي عن إيطانها» أي لا يجعل لنفسه موضعاً يعرف به ، بل يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي تكون فيه حاجة.
وفي الحديث : أنّه صلى الله عليه واله نهى أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير (١).
قوله عليه السلام : «وإذا إنتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك» ولقد كان رسول الله صلى الله عليه واله بقدر ما يحثّ على إلتزام فضيلة التواضع في التعامل والعلاقات ، فإنّه من ناحية عمليّة كان المتواضع الأول في دنيا المسلمين ، تجد هذه الحقيقة في ، سيرته العظيمة مع الناس.
وفي الحديث : عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إذا أتى أحدكم مجلساً فليجلس حيث ما انتهى مجلسه (٢).
وعن أبي عبدلله عليه السلام : قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس (٣).
وفي الحديث : عن أبي ذر : قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم هو ، حتّى يسأل. فطلبنا
__________________
١ ـ مجمع الزوائد : ج ٨ ، ص ٢٧٧.
٢ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٦٦ ، ح ٧٣ / ٦.
٣ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٦٦ ، ح ٧١ / ٤.