٢ ـ إن عذاب المخالفين من الكفار والعصاة عذاب شديد في نار جهنم التي تتقد بالناس والحجارة ، ويقوم بأمرها ملائكة تسعة عشر هم الملائكة الزبانية غلاظ القلوب ، لا يرحمون إذا استرحموا ، خلقوا من الغضب ، وحبّب إليهم عذاب الخلق ، كما حبّب لبني آدم أكل الطعام والشراب ، شداد الأبدان والأفعال ، غلاظ الأقوال ، لا يخالفون أمر الله بزيادة أو نقصان ، ويفعلون ما يؤمرون به في وقته ، فلا يؤخرونه ولا يقدّمونه.
٣ ـ لا تقبل التوبة من أحد من الكفار يوم القيامة ، ولا يقبل منهم العذر ، وسيجزون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا ، وكون عذرهم لا ينفع ، والنهي عن الاعتذار لتحقيق اليأس ، كما قال تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ ، وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) [الروم ٣٠ / ٥٧].
٤ ـ أمر الله بالتوبة ، وهي فرض على الأعيان في كل الأحوال وكل الأزمان. والتوبة المطلوبة هي التوبة البالغة في النصح والصدق ، وهي كما ذكر النووي التي تستجمع ثلاثة أمور : الإقلاع عن المعصية ، والندم على فعلها ، والعزم على ألا يعود إلى مثلها أبدا.
وقال العلماء : الذنب الذي تكون منه التوبة لا يخلو ، إما أن يكون حقا لله أو للآدميين ، فإن كان حقا لله كترك صلاة ، فإن التوبة لا تصح منه حتى ينضم إلى الندم قضاء ما فات منها ، وهكذا إن ترك صوما أو فرط في الزكاة. وإن كان ذلك ما يوجب القصاص أو الحد الذي فيه حق لآدمي كالقذف ، وطلب منه ، مكّن نفسه من العقوبة ، إلا إذا عفي عنه ، فيكفيه الندم والعزم على ترك العود بالإخلاص. أما إن كان الحد من الحدود الخالصة لله كالزنى والشرب ، فيسقط عنه إذا تاب إلى الله تعالى بالندم الصحيح ، وقد نص الله تعالى على سقوط الحد عن المحاربين إذا تابوا قبل القدرة عليهم ، ولا يسقط عنهم إذا تابوا بعد القدرة عليهم.