البلاغة :
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) بينهما طباق.
(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ) استعارة تمثيلية ، شبه الإنفاق في سبيل الله والتصدق على الفقراء بمن يقرض الله قرضا واجب الوفاء بطريق التمثيل ، سماه قرضا من حيث التزام الله بثوابه. (وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) صيغة مبالغة على وزن فعول وفعيل.
(رَحِيمٌ عَظِيمٌ حَلِيمٌ الْحَكِيمُ) سجع مرصع لتوافق الفواصل.
المفردات اللغوية :
(إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ) يشغلكم عن طاعة الله والتخلف عن الخير ، كالجهاد. (وَإِنْ تَعْفُوا) عنهم في التثبيط عن الخير وعن ذنوبهم ، بترك المعاقبة. (وَتَصْفَحُوا) بالإعراض وترك اللوم. (وَتَغْفِرُوا) بالتجاوز عما فعلوا والتمهيد للمعذرة. (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يعاملكم بمثل ما عملتم.
(فِتْنَةٌ) اختبار لكم بمعرفة مدى شغلها لكم عن أمور الآخرة. (وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) لمن آثر محبة الله وطاعته على محبة الأموال والأولاد والسعي لهم. (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ابذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم. (وَاسْمَعُوا) مواعظه. (وَأَطِيعُوا) أوامره. (وَأَنْفِقُوا) في وجوه الخير والطاعة لوجهه الكريم. (خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) أي افعلوا ما هو خير ، وهو خبر «يكن» مقدرة ، جوابا للأمر.
(وَمَنْ يُوقَ) يحفظ نفسه. (شُحَ) الشح : البخل مع الحرص. (الْمُفْلِحُونَ) الفائزون. (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ) بصرف المال فيما أمر. (قَرْضاً حَسَناً) هو التصدق من الحلال ، مقرونا بالإخلاص وطيب النفس. (يُضاعِفْهُ لَكُمْ) يزيد الثواب من عشرة أضعاف إلى سبع مائة ضعف وأكثر ، وقرئ : يضعفه بالتشديد. (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ببركة الإنفاق. (وَاللهُ شَكُورٌ) ـ يعطي على الطاعة الجزيل بالقليل. (حَلِيمٌ) لا يعاجل بالعقوبة على المعصية.
(عالِمُ الْغَيْبِ) ما غاب عن الأنظار ويشمل السر. (وَالشَّهادَةِ) ما يشاهد بالحس ، ويشمل العلانية ، فلا يخفى عليه شيء. (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) تام القدرة والعلم فهو القوي في ملكه ، الحكيم المتقن في صنعه وتدبيره.