وإصرارهم على مذاهبهم الباطلة ، ثم ذكر تعالى مثلا من تقسيم هبات الأولاد ليكون دليلا على تصرف الله في العالم.
التفسير والبيان :
يحذّر تعالى من أهوال يوم القيامة ، ويأمر بالاستعداد له ، فيقول :
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) أي أجيبوا دعوة ربّكم إلى الإيمان به وبكتبه ورسله ، واتّبعوا ما جاءكم به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، من قبل مجيء يوم يكون كلمح البصر ، ليس له دافع ، ولا مانع ، فلا يردّه أحد ، أو لا يردّه الله بعد أن حكم به ، وهو يوم القيامة. واستجاب وأجاب بمعنى واحد.
(ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) أي ليس لكم فيه حصن أو ملجأ تتحصّنون أو تلجؤون إليه ، ولا تجدون يومئذ من ينكر ما ينزل بكم من العذاب ، ولا تقدرون إنكار شيء مما اقترفتموه من السّيئات ، لرصده في صحفكم ، وشهادة ألسنتكم وجلودكم به ، فلا ملجأ من الله إلا إليه ، كما قال تعالى : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ : أَيْنَ الْمَفَرُّ؟ كَلَّا لا وَزَرَ ، إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ).
والنّكير بمعنى المنكر ، كالأليم بمعنى المؤلم ، أو بمعنى الإنكار ، أي إنكار ما ينزل بهم من العذاب ، والنّكير والإنكار : تغيير المنكر.
(فَإِنْ أَعْرَضُوا ، فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ، إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) أي فإن أعرض المشركون عن إجابة دعوة الله ورسوله ، فما أرسلناك أيها الرّسول موكّلا بهم ، رقيبا عليهم ، تحفظ أعمالهم وتحصيها ، حتى تحاسبهم عليها ، فما عليك إلا تبليغ ما أرسلناك به ، وليس عليك غيره.
ونظائر الآية كثير ، مثل : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) [الغاشية ٨٨ / ٢٢] ،