المقدرة شرعا ، والتجاوز والحلم عمن ظلمهم ، والانقياد والطاعة لأوامر الله تعالى ، وإقام الصلاة ، والتشاور فيما بينهم ، والبذل والإنفاق في طاعة الله ، والجرأة والشجاعة في دفع البغي والظلم.
٢ ـ قال ابن العربي : مدح الله المشاورة في الأمور ، ومدح القوم الذين يمتثلون ذلك ، وقد كان النبي صلىاللهعليهوسلم يشاور أصحابه في الأمور المتعلقة بمصالح الحروب ، وذلك في الآثار كثير ، ولم يشاورهم في الأحكام ، لأنها منزّلة من عند الله على جميع الأقسام : من الفرض ، والندب ، والمكروه ، والمباح ، والحرام. فأما الصحابة بعد استئثار الله به علينا ، فكانوا يتشاورون في الأحكام ، ويستنبطونها من الكتاب والسنة ، وإن أول ما تشاور فيه الصحابة الخلافة ، فإن النبي صلىاللهعليهوسلم لم ينصّ عليها ، حتى كان فيها بين أبي بكر والأنصار ما هو معروف ، وقال عمر : نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم لديننا ، وتشاوروا في أمر الردّة ، فاستقر رأي أبي بكر على القتال ، وتشاوروا في الجدّ وميراثه ، وفي حد الخمر وعدده ، وتشاوروا بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الحروب ، حتى شاور عمر الهرمزان حين وفد عليه مسلما في المغازي قائلا : فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى (١).
وروى الترمذي عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان أمراؤكم خياركم ، وأغنياؤكم سمحاءكم ، وأمركم شورى بينكم ، فظهر الأرض خير لكم من بطنها. وإذا كان أمراؤكم شراركم ، وأغنياؤكم بخلاءكم ، وأموركم إلى نسائكم ، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها».
٣ ـ إن آية (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) هي غالبا في العلاقات الخارجية بين المسلمين وغيرهم ، فقد أصابهم بغي المشركين في الماضي ،
__________________
(١) أحكام القرآن : ٤ / ١٦٥٦.