الدُّنْيا) لذاتها وطيباتها. (نُؤْتِهِ مِنْها) بلا مضاعفة ما قسم له ، أي نعطه شيئا منها على ما قسمنا له. (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) من حظ.
(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ) أي بل لكفار مكة وأمثالهم شركاء في الكفر ، وهم الشياطين ، وأم : أي بل ألهم شركاء؟ والهمزة للتقرير والتقريع ، فهو استفهام تقرير وتوبيخ. (شَرَعُوا لَهُمْ) شرع الشركاء بالتزيين للكفار. (مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ) أي من النظام الفاسد كالشرك وإنكار البعث والعمل للدنيا فقط. (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ) أي القضاء السابق بتأجيل الجزاء ليوم القيامة. (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بين الكافرين والمؤمنين بتعذيب الأوائل في الدنيا. (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ) الكافرين. (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم.
(تَرَى الظَّالِمِينَ) في يوم القيامة. (مُشْفِقِينَ) خائفين. (مِمَّا كَسَبُوا) في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها. (وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ) أي والجزاء واقع بهم يوم القيامة ، لا محالة. (فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ) في أطيب بقاعها وأنزهها. (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي إن ما يشتهونه ثابت عند ربهم. (ذلِكَ) جزاء المؤمنين. (هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) هو الفضل الإلهي العظيم الذي يصغر أمامه أي فضل في الدنيا.
(ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ ..) ذلك الثواب الذي يبشرهم الله به ، فحذف الجارّ ، ثم العائد ، والبشارة : الإخبار بحصول ما يسرّ في المستقبل. (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) لا أطلب على التبليغ أو البشارة نفعا منكم وخصصه العرف بالنفع المالي. (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) استثناء منقطع ، أي لكن أسألكم أن تودّوا قرابتي منكم ، فإن له في كل بطن من قريش قرابة ، أو لكن أسألكم المودّة حال كونها في القربى ، أي إلا المودة ثابتة في ذوي القربى أو في حق القرابة ، روي بسند ضعيف أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء؟ قال : علي وفاطمة وابناهما. فالقربى هنا : قرابة الرحم ، كأنه قال : اتبعوني للقرابة إن لم تتبعوني للنبوة.
(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً) يكتسب طاعة ، سيما حب آل الرسول. (نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) نضاعف له الثواب في الحسنة. (غَفُورٌ) للذنوب. (شَكُورٌ) كثير الشكر للقليل ولمن أطاع بإيفاء الثواب والتفضل عليه بالزيادة.
(أَمْ يَقُولُونَ) أي بل أيقولون. (افْتَرى) ادعى محمد النبوة أو القرآن. (يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) يطبع عليه بالخاتم حتى تجترئ على الافتراء ، والمراد استبعاد الافتراء على مثله ، فإنما الذي يجترئ عليه ما كان مختوما على قلبه جاهلا بربه ، أو المراد : يربط عليه بالصبر ، فلا يشق عليك أذاهم بهذا القول وغيره. (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) يزيله ، وهو استئناف لنفي الافتراء عما يقوله النبي. (وَيُحِقُّ الْحَقَ) يثبته. (بِكَلِماتِهِ) هي حججه وبراهينه. (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) بما في القلوب.