ونظير الآية : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ، يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ، وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ، رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ، فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ، وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) [المؤمن ٤٠ / ٧].
ثم حذر الله تعالى من الشرك قائلا :
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ، اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ ، وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) أي إن المشركين الذين اتخذوا الأصنام آلهة يعبدونها من دون الله ، الله هو الرقيب على أحوالهم وأعمالهم ، يحفظها ويحصيها عليهم ليجازيهم بها ، وما أنت أيها الرسول بموكل إليك هدايتهم ومؤاخذتهم بذنوبهم ، ولست مكلفا بحملهم وقسرهم على الإيمان ، وإنما عليك البلاغ فحسب.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ هناك مماثلة تامة في أصول العقيدة والأخلاق والفضائل بين رسالات الأنبياء ، فالموحى به إليهم واحد يدور حول إثبات التوحيد والنبوة والمعاد.
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة تبيان أنواع الوحي ، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضياللهعنها قالت : إن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يأتيني الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» قالت عائشة رضياللهعنها : فلقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه ، وإن جبينه صلىاللهعليهوسلم ليتفصّد عرقا.
٢ ـ لله ملك السموات والأرض ومن فيهما ، فهو كامل القدرة ، نافذ التصرف في جميع مخلوقاته ، وقد اشتملت الآيات على ثمان صفات لله تعالى وهي :