ب (أَيَّمَا) وفاء (فَلا ..) مع ما بعده مجزوم لأنه جواب الشرط ، والجملة : في موضع نصب مفعول (قالَ).
(ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) مبتدأ وخبر.
البلاغة :
(رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) استعطاف وترحم.
(وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) بينهما جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية :
(تَوَجَّهَ) قصد بوجهه (تِلْقاءَ) تجاه (مَدْيَنَ) قرية شعيب على مسيرة ثمانية أيام من مصر ، وسميت باسم مدين بن إبراهيم (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) أي قال ذلك توكلا على الله وحسن ظن به ، لأنه لم يكن يعرف طريقها ، وسواء السبيل : الطريق الأقوم ، والطريق الوسط إليها ، وكان هناك ثلاثة طرق ، فأخذ في أوسطها (وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) وصل إلى بئر فيها كانوا يستقون منها (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً) جماعة كثيرة من الناس مختلفين ، يسقون مواشيهم.
(وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ) سواهم (تَذُودانِ) تمنعان وتطردان أغنامهما عن الماء ، خوفا من السقاة الأقوياء (قالَ) موسى لهما (ما خَطْبُكُما) أي ما شأنكما لا تسقيان مع هؤلاء؟ (يُصْدِرَ الرِّعاءُ) يصرف الرعاة مواشيهم عن الماء ، وحينئذ نسقي خوف الزحام ومزاحمة الرجال ، يقال : صدر عن الماء مقابل ورد : انصرف عنه ، وقرئ : يصدر الرعاء أي يرجعون من سقيهم ، والرعاء : جمع راع (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ) لا يقدر أن يسقي.
(فَسَقى لَهُما) مواشيهما من بئر أخرى بقربهما ، رحمة عليهما ، بأن رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس أو سبعة ، بالرغم من تعبه وجوعه وجرح قدمه. (ثُمَّ تَوَلَّى) انصرف (إِلَى الظِّلِ) ظل شجرة كانت هناك ، هروبا من شدة الشمس ، وكان جائعا (مِنْ خَيْرٍ) قليل أو كثير ، ويطلق على الطعام ، كما في الآية ، وعلى المال كما في آية (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) [البقرة ٢ / ١٨٠] وعلى القوة كما في آية : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان ٤٤ / ٣٧] وعلى العبادة كما في آية : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ) [الأنبياء ٢١ / ٧٣] (فَقِيرٌ) محتاج.
فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه ، فسألهما عن ذلك ، فأخبرتاه بمن سقى لهما ، فقال لأحدهما : ادعيه لي (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ) أي شدة حياء ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال ، أي مستحيية متخفرة ، قيل : كانت الصغرى منهما ، وقيل :