لكونه خائفا منه ، فقوله : (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) إشارة إلى أنها لا تستحق العبادة لذاتها ، وقوله : (لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً) إشارة إلى عدم المنفعة في الحال وفي المآل ، وقوله : (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) معناه اعبدوه لكونه مرجعا يتوقع الخير منه. وقوله : (وَإِنْ تُكَذِّبُوا) تهديد.
٣ ـ الله تعالى هو بادئ الخلق ، خلق الإنسان والحيوان والنبات والثمار ، فتحيى ثم تفنى ، ثم يعيدها ، ويهلك الإنسان ، ثم يعيده إلى الحياة مرة أخرى يوم القيامة ؛ لأن القادر على الإبداء والإيجاد فهو القادر على الإعادة ، وذلك هيّن يسير على الله ، لأنه إذا أراد أمرا قال له : (كُنْ فَيَكُونُ). وبإيراد آية (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ) تكون الآيات دالة على الأصول الثلاثة : التوحيد ، والرسالة بقوله : (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) والحشر.
٤ ـ إن آفاق الكون سمائه وأرضه خلقها الله تعالى ، وهو الذي يعيد الخلق مرة أخرى ؛ لأنه القادر على كل شيء ، وهذا يفيد كون الإعادة أمرا مقدورا ، وذلك كاف في إمكان الإعادة ، وهو تقرير لكون الأمر يسيرا على الله تعالى.
٥ ـ الله سبحانه هو الحاكم المتصرف يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، لا معقّب لحكمه ، يعذّب من يشاء تعذيبه بعدله وحكمته وهو تعذيب أهل التكذيب ، ويرحم من يشاء رحمته بفضله ، وهو رحمة المؤمنين ، والجميع عائدون إليه ، محاسبون أمامه ، ولا يعجزه أحد في السماء والأرض. وهذا كله لتخويف العاصي وتفريح المؤمن.
٦ ـ ليس لأحد سوى الله من ولي يتولى أمره حفظا وعناية ورعاية ، ولا من ناصر معين يعينه على التخلص من الشدائد.
٧ ـ إن الذين كفروا بالقرآن ، أو بما أقامه الله من أدلة وأعلام على وجوده وتوحيده وقدرته لا نصيب لهم في الآخرة من رحمة الله تعالى ، فهم أيسوا من