التفسير والبيان :
(وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ : اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي واذكر أيها الرسول لقومك حين دعا إبراهيم عليهالسلام قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، والإخلاص له في السر والعلن ، واتقاء عذابه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه ، فإذا فعلتم ذلك حصل لكم الخير في الدنيا والآخرة ، واندفع عنكم الشر فيهما ، إن كنتم ذوي إدراك وعلم ، تميزون به بين الخير والشر ، وتفعلون ما ينفعكم.
فقوله : (اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ) معناه : أخلصوا له العبادة والخوف. ثم أقام إبراهيم لقومه دليلين على التوحيد وعلى فساد ما هم عليه ، وشر ما يسيرون عليه ، فقال :
الدليل الأول :
(إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) أي إن الأصنام التي تعبدونها من غير الله ، ما هي إلا أشياء مصنوعة من جص أو حجر ، صنعتموها بأيديكم ، فلا تضر ولا تنفع ، وإنما اختلقتم أنتم لها أسماء ، فسميتموها آلهة ، وادعيتم أنها تشفع لكم عند ربكم ، وإنما هي مخلوقة أمثالكم ، فأنتم تكذبون حين تصفونها بأنها آلهة.
فقوله : (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) معناه : تختلقون الإفك أي الكذب والباطل ، بتسمية الأوثان آلهة ، وشركاء لله ، أو شفعاء إليه.
الدليل الثاني :
(إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً) أي إن تلك الأوثان التي تعبدونها من غير الله ، لا تقدر أن تجلب لكم رزقا أبدا قليلا أو كثيرا ، فكيف تعبدونها؟!