(وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أي وهو تعالى له القضاء النافذ في كل شيء ، فلا معقّب لحكمه ، وهو القاهر فوق عباده ، الرحيم اللطيف الخبير ، وإليه ترجع جميع الخلائق يوم القيامة ، فيجزي كل عامل بعمله من خير أو شر ، ولا يخفى عليه منهم خافية في الأرض ولا في السماء.
وفيه نهاية الزجر والردع للعصاة ، ونهاية تقوية القلب للمطيعين ، فلا يخل بميزان العدل ، يجازي المحسنين على طاعتهم ، ويعاقب العصاة على عصيانهم.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ الاختيار إلى الله تعالى في الشفعاء ، لا إلى المشركين.
٢ ـ الخلق أو الاختيار لله تعالى في أفعاله ، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها ، فليس لأحد من خلقه أن يختار عليه ، كما قال : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب ٣٣ / ٣٦].
روى الترمذي عن أبي بكر رضياللهعنه : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا أراد أمرا قال : اللهم خر لي واختر لي» وروى ابن السني مرفوعا عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال له : «يا أنس ، إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ، ثم انظر إلى ما يسبق قلبك ، فإن الخير فيه».
ومن هنا شرعت صلاة الاستخارة ، بأن يتوضأ ويصلي ركعتين يقرأ في الأولى بعد الفاتحة (الكافرون) وفي الثانية (الإخلاص). روى البخاري في صحيحة عن جابر بن عبد الله قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها ، كما يعلّمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا همّ أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين غير الفريضة ، ثم ليقل :