عِزًّا ، كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ ، وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) [مريم ١٩ / ٨١ ـ ٨٢] وقال سبحانه : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ. وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً ، وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ) [الأحقاف ٤٦ / ٥ ـ ٦] وقال عزوجل : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ، وَرَأَوُا الْعَذابَ ، وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ) [البقرة ٢ / ١٦٦].
السؤال الثاني ـ السؤال عن جواب الآلهة لدفع العذاب : (وَقِيلَ : ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ، فَدَعَوْهُمْ ، فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ، وَرَأَوُا الْعَذابَ ، لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ) أي وقيل للمشركين بالله : ادعوا شركاءكم آلهتكم ليخلصوكم مما أنتم فيه كما كنتم ترجون في الدار الدنيا ، فدعوهم لفرط الحيرة والدهشة ، فلم يجيبوهم عجزا منهم عن الجواب ، وتيقنوا أنهم صائرون إلى النار لا محالة ، وودّوا حين عاينوا العذاب عن الجواب ، وتيقنوا أنهم صائرون إلى النار لا محالة ، وودّوا حين عاينوا العذاب المحدق بهم لو أنهم كانوا من المهتدين المؤمنين في الدنيا. وعلى هذا جواب (لَوْ) محذوف ، أي ودوا حين رأوا العذاب لو كانوا في الدنيا يهتدون.
ونظير الآية : (وَيَوْمَ يَقُولُ : نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ، فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ، وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً. وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ، وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً) [الكهف ١٨ / ٥٢ ـ ٥٣].
والقصد من هذا السؤال التوبيخ والتقريع وكشفهم أمام الناس ، بدعائهم من لا نفع له ولا فائدة ترتجى منه ، فهم لو دعوهم لم يوجد منهم إجابة في النصرة ، وأن العذاب مقرر لهم ثابت عليهم. وفي ذلك ردع وزجر عن الشرك وخرافاته في الدنيا.
السؤال الثالث ـ السؤال عن التوحيد وإجابة الأنبياء : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ : ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ)؟ أي واذكر يوم ينادي الله تعالى المشركين لمعرفة جوابهم للمرسلين إليهم ، وكيف كان حالهم معهم ، وعن التوحيد الذي دعوا