ويجحدونها ، وينسبون ذلك لغير الخالق الحقيقي ، فيقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، أي من النجوم الساقطة أو الطالعة ، كما
ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال لأصحابه يوما على أثر سماء أصابتهم من الليل : «أتدرون ما ذا قال ربّكم؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذاك كافر بي ، مؤمن بالكوكب».
وفسر بعضهم قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ) أي تصريف القرآن وتقليب حججه وآياته من حال إلى حال ، ليذكر الناس ويتعظوا ، ومع ذلك كفر به كثيرون.
وفي إنزال المطر والتحكم فيه من قبل الله دليل على وجوده وقدرته وحكمته ، فإذا ما أحيا الله الأرض الميتة به ، تذكر الناس أنه قادر على إحياء الأموات والعظام الرفات ، وإذا ما حرم قوم المطر تذكروا أنما أصيبوا بالحرمان بذنب حدث منهم ، فيقلعون عما هم عليه ، ليتعرضوا إلى رحمة الله. وكما أن المطر نعمة ينبغي أن تذكر فتشكر ، هناك نعمة عظمي على الإنسانية وهي إرسال الرسول محمد صلىاللهعليهوسلم بالقرآن ، فقال تعالى :
(وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) أي لو أردنا أن نبعث في كل قرية رسولا منذرا يخوف الناس من عذاب أليم لفعلنا ، ولكنا بعثناك يا محمد إلى الثقلين : الجن والإنس ، وإلى جميع أهل الأرض ، وأمرناك أن تبلغهم هذا القرآن ، كما قال تعالى : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) [الشورى ٤٢ / ٧] وقال : (قُلْ : يا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) [الأعراف ٧ / ١٥٨] وجاء في الصحيحين : «بعثت إلى الأحمر والأسود» أي إلى العجم والعرب. وفيهما أيضا : «وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة» وعموم البعثة لندّخر