المراد به : كل من سمع الآية من البشر. وقد بدأ الله تعالى هذه التكاليف بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ، وختمها بعين هذا المعنى. والمقصود منه التنبيه على أن أول كل عمل وقول وفكر وذكر وآخره يجب أن يكون مبتدئا ومقترنا بالتوحيد ، وأن المقصود من جميع التكاليف هو معرفة التوحيد والتعمق فيه.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضياللهعنهما أنه قال : إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من سورة بني إسرائيل ، ثم تلا : (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) الآية. أو إن هذه الآيات كانت في ألواح موسى عليهالسلام ، وأولها : (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ)
وقد رتب الله تعالى على الإشراك وترك التوحيد في البداية كون الشخص مخذولا ، وفي آخر الآيات كونه ملوما مدحورا ، فثبت أن أول الأمر يصبر مخذولا ، وآخره أن يصير مدحورا. والمخذول : ترك إعانته وتفويضه إلى نفسه ، والمدحور : إهانته والاستخفاف به.
فقه الحياة أو الأحكام :
يستنبط من الآيات الأحكام التالية :
١ ـ تحريم وأد البنات خشية الفقر أو العار أو غير ذلك مطلقا.
٢ ـ تحريم الاقتراب من الزنى ودواعيه وأسبابه التي تؤدي إليه عادة.
٣ ـ تحريم قتل النفس بغير حق شرعي. وللولي الوارث سلطة استيفاء القصاص من القاتل وحده دون غيره ، بغير تمثيل ولا قتل غير القاتل ، فإنه معان عليه بظهور الحجة تارة وباستيفائها أخرى ، وبمجموعها ثالثة ، فأيها كان فهو نصر من الله سبحانه وتعالى.