٩ ـ وكما أمر الله بالإحسان إلى الوالدين ومراعاة حقهما ، أمر أيضا بصلة الرحم ، وبالتصدق على المسكين وابن السبيل.
١٠ ـ يحرّم الإسلام التبذير ، والتبذير كما قال الشافعي رضياللهعنه : إنفاق المال في غير حقه ، ولا تبذير في عمل الخير. وهذا قول الجمهور. وقال مالك : التبذير : هو أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه ، وهو الإسراف ، وهو حرام ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) أي أنهم في حكمهم ؛ إذ المبذر ساع في إفساد كالشياطين.
١١ ـ من أنفق ماله في الشهوات زائدا على قدر الحاجات ، وعرّضه بذلك للنفاد فهو مبذر ، ومن أنفق درهما في حرام فهو مبذر ، ويحجر عليه. ومن أنفق ربح ماله في شهواته ، مع المحافظة على أصل رأس المال ، فليس بمبذر.
١٢ ـ الأدب الرفيع هو رد ذوي القربى بلطف ووعدهم وعدا جميلا بالصلة عند اليسر ، والاعتذار إليهم بما هو مقبول وفيه تطييب الخاطر ، ولا يعرض الشخص عنهم إعراض مستهين ، وهو في حال الغنى والقدرة ، فيحرمهم حقهم. لقوله تعالى : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَ) أي إن أعرضت يا محمد عن إعطائهم لضيق يد ، فأحسن القول ، وابسط العذر ، وادع لهم بسعة الرزق ، وقل : إذا وجدت فعلت وأكرمت ، فإن ذلك يعمل في مسرّة نفسه عمل المواساة.
١٣ ـ الإنفاق في الإسلام : هو التوسط والاعتدال من غير بخل ولا إسراف ، ولا تضييع المنفق عياله في المستقبل ، أو ألا يبقى من يأتي بعد ذلك لا شيء له ، فإن الإسراف وإتلاف المال بغير حق يوقع المسرف في الحسرة والندامة والملامة. والملوم : الذي يلام على إتلاف ماله ، أو يلومه من لا يعطيه.
١٤ ـ إن الله أعلم بمصالح عباده وبأحوالهم ، فيرزق من يشاء ، ويمنع من يشاء على وفق الحكمة والمصلحة.