قوله : (وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً) هو الجنس الشامل للمؤمن والكافر.
والله قادر على إهلاك الناس في البر ، وإن سلموا من البحر ، ولن يجدوا من دون الله حافظا ونصيرا يمنع من بأس الله ، والله تعالى إما أن يهلك الناس بالزلزال (خسف جانب من الأرض) أو بإرسال ريح شديدة وهي التي ترمي بالحصباء.
وإذا تم الإنجاء من الغرق ، فربما يعود الإنسان إلى ركوب البحر ، فيتم الإغراق بقاصف من الريح : وهو الريح الشديدة التي تكسر بشدة ، بسبب الكفر والضلال ، دون أن يجد الناس من يثأر لهم أو يوجد نصير يطلب لهم بثأر أو غيره.
٣ ـ ومن نعم الله تعالى الجليلة على الإنسان : الأشياء الأربعة التي بها فضل الإنسان على غيره : وهي تكريم بني آدم بخلقهم في أحسن تقويم وبالعقل والتفكير ، والحمل في البر على الخيل والبغال والحمير والإبل وغيرها من الوسائل الحديثة ، وفي البحر على السفن ، والرزق من الطيبات ، والتفضيل على كثير من المخلوقات ، لا على الكل.
والفرق بين التكريم والتفضيل : أن الأول يكون بالأمور الخلقية الطبيعية الذاتية مثل العقل والنطق والتخطيط والصورة الحسنة والقامة المديدة ، والثاني يكون بتمكينه بالعقل والفهم من اكتساب العقائد الحقة والأخلاق الفاضلة (١).
وهل الإنسان أفضل أو الملائكة؟
يحتمل أن الملائكة أفضل ، ويحتمل العكس ، ويحتمل التساوي ، وليس في الآية نص على التفضيل بين الصنفين ، كالآية التي تصرح بتفضيل بعض الأنبياء على بعض.
__________________
(١) تفسير الرازي : ٢١ / ١٦.