ثم أنذر الله كفار قريش وأمثالهم بالعقاب والعذاب إن لم يؤمنوا ، فإن سنّة لله في عباده واحدة أنهم إن لم يؤمنوا ، حلّ بهم العذاب.
ثم ذكر تعالى أن قصة يوسف عليهالسلام مع أبيه وإخوته عبرة لذوي العقول والأفكار.
التّفسير والبيان :
ختمت سورة يوسف بهذه الخاتمة الدّالّة على وجوب الاتّعاظ والاعتبار بقصته المؤثرة الحادثة بين كنعان ومصر ، وفي ألوان متعددة ، تبتدئ بإلقائه في الجبّ ، ثم صيرورته في بيت العزيز ، ثم في السّجن ، ثم في أعلى مناصب الحكم ، وصف فيها كيد الإخوة وحسدهم ، ومكر النّساء وكيدهنّ ، وصبر يوسف عليهالسلام وحكمته ومهارته في إدارة الحكم ، وأخلاقه وتسامحه مع إخوته ، وتعظيمه أبويه.
والمعنى : وما أرسلنا يا محمّد من قبلك رسلا إلا رجالا ، لا ملائكة ولا إناثا ، وكانوا من أهل المدن لا من البوادي ، وكنّا ننزل عليهم الوحي والتّشريع.
وهذا يدلّ على أن الله أرسل الرّسل من الرّجال ، لا من النّساء ، فلم تكن امرأة قط نبيّا ولا رسولا ، وعلى اختيار الرّسل من أهل المدينة ، فلم يبعث الله رسولا من أهل البادية ، لتتبعهم المدن الأخرى ، ولأن أهل البادية فيهم الجهل والجفاء ، وأن أهلا لمدن أرق طباعا وألطف من أهل البوادي ، ولهذا قال تعالى : (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً) [التّوبة ٩ / ٩٧].
قال ابن كثير : وزعم بعضهم أن سارّة امرأة الخليل ، وأم موسى ، ومريم بنت عمران أم عيسى نبيّات ، واحتجّوا بأن الملائكة بشّرت سارّة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، وبقوله : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ) [القصص ٢٨ / ٧] وبأنّ الملك جاء إلى مريم فبشّرها بعيسى عليهالسلام ، وبقوله تعالى : (وَإِذْ