بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ـ ٢ ـ
النّفس الأمّارة بالسّوء
(وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣))
البلاغة :
(لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) أمّارة : من صيغ المبالغة ، على وزن «فعّال» مبالغة في وصف النّفس بالاندفاع نحو المعاصي والمهالك.
المفردات اللغوية :
(وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي) من الزّلل أو السّوء. (إِنَّ النَّفْسَ) جنس النّفس. (لَأَمَّارَةٌ) كثيرة الأمر ، مائلة بالطبع إلى الشّهوات. (إِلَّا ما) بمعنى «من». والمعنى إلّا من رحم ربّي من النّفوس فعصمه ، أو إلا وقت رحمة ربّي ، وقيل : إن الاستثناء منقطع ، أي ولكن رحمة ربّي هي التي تصرف الإساءة.
والآية على الرّاجح حكاية قول امرأة العزيز : زليخا أو راعيل ، والمستثنى نفس يوسف وأمثاله. وقيل : ذلك من قول يوسف ، والمعنى : لا أنزهها ، تنبيها على أنه لم يرد بذلك تزكية نفسه والعجب بحاله ، بل إظهار ما أنعم الله عليه من العصمة والتّوفيق.
المناسبة :
هذه الآية من تتمة كلام امرأة العزيز ، متّصلة بما قبلها ، قال أبو حيان : الظاهر أن هذا كلام امرأة العزيز ، وهو داخل تحت قوله : (قالَتِ) والمعنى : ذلك الإقرار والاعتراف بالحقّ ، ليعلم يوسف أنّي لم أخنه في غيبته ، والذّبّ عنه ،