مهمة الرّسول تبليغ الشّريعة والله شاهد له ومحاسب وحاكم بين
العباد ومحبط مكر الكفار
(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ (٤٠) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤١) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (٤٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (٤٣))
الإعراب :
(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ مَنْ) : إما اسم موصول ، و (عِنْدَهُ) : صلته ، وإما نكرة موصوفة ، و (عِنْدَهُ) الصفة. ومحله : إما الجرّ عطفا على لفظ المجرور في قوله تعالى: (كَفى بِاللهِ) ، وإما الرّفع عطفا على موضعه ؛ لأن موضعه الرّفع ؛ لأن تقديره : كفى الله. وذلك مثل : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) [فاطر ٣٥ / ٣] إما بالجرّ حملا على اللفظ ، أو بالرّفع حملا على الموضع. و (عِلْمُ الْكِتابِ) مرفوع بالظّرف (عِنْدَهُ) لأن الظّرف إذا وقع صلة أو صفة فإنه يرفع كما يرفع الفعل. (لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) محل ذلك النّصب على الحال ، أي يحكم نافذا حكمه.
البلاغة :
(فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) قصر إضافي من قصر الموصوف على الصفة ، أي ليس لك إلا صفة التّبليغ.