(ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ ..) ما أنا بمغيثكم ولا نافعكم ولا منقذكم ومخلصكم مما أنتم فيه من العذاب ، وما أنتم بمغيثي ولا نافعي بإنقاذي مما أنا فيه من العذاب والنكال ، كما قال تعالى : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ، وَرَأَوُا الْعَذابَ) [البقرة ٢ / ١٦٦].
(إِنِّي كَفَرْتُ ..) إني أنكرت أو جحدت اليوم بإشراككم إياي من قبل أي في الدنيا مع الله تعالى في الطاعة ، كما قال سبحانه : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) [فاطر ٣٥ / ١٤] والمراد بذلك تبرؤه من الشرك وإنكاره له ، كما قال تعالى : (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ، كَفَرْنا بِكُمْ) [الممتحنة ٦٠ / ٤] وقال سبحانه. (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ ، وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) [مريم ١٩ / ٨٢].
(إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) هذا في الأظهر من قول الله عزوجل ، ويحتمل أن يكون من جملة قول إبليس المحكي في القرآن قطعا لأطماع أولئك الكفار عن الإعانة والإغاثة ، والمعنى : إن الكافرين في إعراضهم عن الحق ، واتباعهم الباطل ، لهم عذاب مؤلم.
والمقصود تنبيه الناس إلى تبرؤ الشيطان من وساوسه في الدنيا ، وحضهم على الاستعداد ليوم الحساب ، وتذكر أهوال الموقف.
وبعد أن أبان الله تعالى أحوال الأشقياء ، أوضح أحوال السعداء ، وكلا الفريقين كانوا قد برزوا للحساب والجزاء بين يدي الله ، فقال : (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا ..).
أي ويدخل الملائكة الذين صدقوا بالله ورسوله ، وأقروا بوحدانيته ، واتبعوا أوامره ، واجتنبوا نواهيه ، جنات (بساتين) فيها الأنهار الجارية في كل