(٢) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٣) وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤))
الإعراب :
(الر) إما خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذه الر ، وإما في موضع نصب على تقدير: الزم أو اقرأ الر ، وتكون جملة : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ) مفسّرة.
(كِتابٌ أَنْزَلْناهُ كِتابٌ) : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : هذا كتاب. و (أَنْزَلْناهُ):جملة فعلية في موضع رفع صفة (كِتابٌ). (إِلى صِراطِ) بدل من قوله (إِلَى النُّورِ).
(اللهِ الَّذِي) بالجر بدل من قوله (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ويقرأ بالرفع ، فيكون مبتدأ ، وما بعده خبره ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : هو الله الذي له ما في السموات. (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ) نعت للكافرين.
(عِوَجاً) منصوب على المصدر في موضع الحال. وقيل : إنه مفعول «يبغون» واللام محذوفة من المفعول الأول ، تقديره : ويبغون لها عوجا.
(فَيُضِلُّ اللهُ) مرفوع على الاستئناف والاقتطاع من الأول.
البلاغة :
(مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) استعارة ، استعار الظلمات للكفر والضلال ، والنور للهدى والإيمان. (أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ) جناس اشتقاق.
(فَيُضِلُ) .. (وَيَهْدِي) بينهما طباق.
الحميد .. شديد .. بعيد فيها سجع.
المفردات اللغوية :
(الر) الابتداء بالحروف الهجائية في بعض السور لبيان طبيعة تكوين القرآن وأنه من جنس الحروف التي ينطق بها العرب ، فهي للتحدي وبيان إعجاز القرآن ، وأنه من كلام الله ، بدليل العجز عن الإتيان بأقصر سورة من مثله ، بالرغم من تكوينه من حروف اللغة العربية.