بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة هود عليهالسلام
مكية وهي مائة وثلاث وعشرون آية.
تسميتها :
سميت سورة هود لاشتمالها على قصة هود عليهالسلام مع قومه : «عاد» في الآيات [٥٠ ـ ٦٠] وهي كغيرها من قصص القرآن تمثل صراعا حادا عنيفا بين هود عليهالسلام وبين قومه الذين دعاهم إلى عبادة الله تعالى ، وهجر عبادة الأصنام والأوثان ، فلما أصروا على كفرهم وتكذيبه ، عذبهم الله بعذاب غليظ شامل وهو الريح العقيم الصرصر ، التي سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما : (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ، وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) [هود ١١ / ٥٨] (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ. سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ، فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى ، كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) [الحاقة ٦٩ / ٦ ـ ٨].
نزولها وشأنها ومناسبتها لما قبلها :
هذه السورة مكية أي نزلت في مكة إلا الآيات الثلاث التالية وهي : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ ..) [١٢] كما قال ابن عباس ومقاتل ، وقوله : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ .. أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ..) [١٧] فإنها