يوسف عفّ عن اتّهام النّساء بالسّوء حتى يتحقّق الملك ذاته من التّهمة. وقدّر جميل أو معروف سيدته امرأة العزيز ، فلم يذكرها بسوء ، وفاء لزوجها وبرّا له ، ورحمة لها وسترا عليها ، وعفّة القول أجدى في مستقبل الزّمان.
٦ ـ من الخصال الحسنة : الجرأة في إعلان الحقّ ، والصّراحة في إظهار الحقائق ، وعدم التّردد في إنصاف الأبرياء وتصديق الأتقياء ، فإن امرأة العزيز أعلنت براءة يوسف في مجتمع النّسوة أثناء الضّيافة فقالت : (وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ) ، وكررت اعترافها بالحقّ بعد مضي سنوات على الحادث بعد أن زجّ بيوسف في قيعان السّجون ، فقالت : (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ، أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ..) ثمّ أكدّت ذلك بقولها : (ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ) أي أقررت بالصدق ليعلم أنّي لم أكذب عليه ، ولم أذكره بسوء وهو غائب ، بل صدقت وترفّعت عن الخيانة.
٧ ـ المؤمن الصّادق هو الذي يؤثر مرضاة الله تعالى ، وإعزاز دينه على أي شيء في هذا الوجود ، فإن يوسف حرص على تمسّكه بدينه وبمرضاة ربّه في كلّ ظروف المحنة التي مرّ بها مع النّساء.
٨ ـ إن مصير الخيانة والكيد الفشل وعدم تحقيق النّتائج : (وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ) ومعناه : أن الله لا يهدي الخائنين بكيدهم ، وإنما يبطله ، ولا يسدّده ، ولا ينفذه ، وتكون عاقبة الكيد الفضيحة والاضمحلال.