البلاغة :
(بِدَمٍ كَذِبٍ) الدم لا يوصف بالكذب ، والمراد : بدم مكذوب فيه ، وجيء بالمصدر على طريق المبالغة.
المفردات اللغوية :
(لَناصِحُونَ) لقائمون بمصالحه ، والناصح : المشفق المحب للخير ، أي ونحن نشفق عليه ونريد له الخير ، أرادوا استنزاله عن رأيه في حفظه منهم ، لما تنسم من حسدهم (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً) إلى البرية أو الصحراء ، والغد : اليوم التالي ليومك (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) يرتع : يتسع في أكل الفواكه ونحوها ، من الرتعة : وهي الخصب ، والرتع : التوسع في الملاذ ، والأكل من الفاكهة حيث شاء. ويلعب : ينشط ويلعب بالاستباق والانتضال بالسهام (لَحافِظُونَ) أن يناله مكروه (لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) ذهابكم ، لشدة مفارقته أو فراقه علي وقلة صبري عنه ، والحزن : ألم في النفس لفقد محبوب أو وقوع مكروه. والخوف : ألم في نفس مما يتوقع من مكروه.
(أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) المراد به الجنس ، وكانت أرضهم مذأبة كثيرة الذئاب (غافِلُونَ) مشغولون عنه بالرتع واللعب ، أو لقلة اهتمامكم بحفظه.
(لَئِنْ أَكَلَهُ) اللام لا قسم ، وجوابه (إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ). (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) جماعة (لَخاسِرُونَ) عاجزون أو ضعفاء مغبونون ، أو مستحقون لأن يدعى عليهم بالخسار (وَأَجْمَعُوا) أي وعزموا على إلقائه في البئر : بئر بيت المقدس أو بئر بأرض الأردن أو بين مصر ومدين ، بأن نزعوا قميصه بعد ضربه وإهانته وإرادة قتله ، وأدلوه إلى البئر ، فلما وصل إلى نصف البئر ، ألقوه ليموت ، فسقط في الماء ، ثم أوى إلى صخرة ، فنادوه فأجابهم ظانا رحمتهم ، فأرادوا رضخه بصخرة ، فمنعهم يهوذا.
(وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) في البئر ، أي ألهمناه ، وله سبع عشرة سنة أو دونها تطمينا لقلبه (لَتُنَبِّئَنَّهُمْ) لتخبرنهم بعد اليوم (بِأَمْرِهِمْ) بصنيعهم (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بك حال الإنباء أنك يوسف ، لعلو شأنك وبعده عن أوهامهم (عِشاءً) وقت المساء ، آخر النهار (يَبْكُونَ) متباكين (نَسْتَبِقُ) نتسابق في العدو أو في الرمي (مَتاعِنا) ثيابنا (بِمُؤْمِنٍ) بمصدّق (وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) أي ولو ثبت صدقنا لا تهمتنا ، فكيف وأنت تسيء الظن بنا؟! أو ولو صدقنا لسوء ظنك بنا وفرط محبتك ليوسف.
(وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ) محله نصب على الظرفية ، أي فوقه (بِدَمٍ كَذِبٍ) أي ذي كذب ، بمعنى مكذوب فيه ، بأن ذبحوا سخلة ولطخوه بدمها ، وذهلوا عن شقه ، وقالوا : إنه دمه (قالَ)