رؤيا الملك :
ثم رأى الملك أن سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ، وسبع سنابل خضراء حسنة في ساق واحدة يأكلهن سبع يابسات ، فدعا بالسحرة لسؤالهم عن تأويل المنام ، فقالوا : أضغاث أحلام ، وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين.
فتذكر ساقي الملك يوسف في السجن ، فعرض الأمر على الملك ، فوافق على أن يرسله إلى السجن ليأتي له بالتفسير الصحيح للمنام ، فجاءه فيه ، ثم عاد بالجواب إلى الملك ، فقال الملك : ائتوني بيوسف ، فأبى يوسف الخروج من السجن ، حتى تظهر براءته وحقيقة أمره مع النساء ، فأحضرهن الملك ، وسألهن عنه ، قلن : حاشا لله ما علمنا عليه من سوء ، وأقرت امرأة العزيز (زليخا) ببراءته ، وقالت : (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ، أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ. ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ، وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ. وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي ، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي ، إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) وآية : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي ...) من قول امرأة العزيز ، لا من قول يوسف كما يذكر بعض المفسرين خطأ.
خروج يوسف من السجن إلى القصر :
وخرج يوسف من السجن بريئا من التهمة ، وسأله الملك عن أي عمل يرضاه لنفسه؟ فقال يوسف : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ) فجعله على كل أرض مصر ، وصاحب الأمر والنهي ، ووزيرا للمالية والتجارة ورئاسة الحكم ، وجعل خاتمه في يد يوسف الذي أصبح عمره ثلاثين سنة.
طلب إخوة يوسف الطعام منه :
ومرت السنوات السبع المخصبة ، ثم جاءت السبع المجدبة ، فباع يوسف المصريين من مخازن القمح التي كان قد ادخرها أثناء الخصب ، ثم جاءه أهل