الثانية عشرة أن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر سجدوا له ، فقصّ الرؤيا على أبيه ، فبشره بالنبوة وتعبير الأحلام.
إلقاء يوسف في البئر :
أخذه إخوته معهم إلى البرية بقصد السياحة واللعب ، ثم ألقوه في البئر ، وأخبروا أباهم كذبا أن الذئب أكله ، فلم يقتنع الأب الصالح بكلامهم ، واتهمهم بمكيدة أوقعوها فيه ، ثم أنقذه الله بتعلقه بحبل دلو أدلي في البئر ، ثم باعه آخذوه في مصر بثمن نجس ، وادعوا أنهم اشتروه من سيده ، باعوه لرئيس الشرطة وهو العزيز في محافظة الشرقية قرب بحيرة المنزلة ، واسمه (فوطيفار) أو (أطفير) فأحبه وقال لامرأته زليخا : (أَكْرِمِي مَثْواهُ ..) وجعله صاحب أمره ونهيه ، ورئيس خدمه والمتصرف في بيته ، وتولاه الله تعالى بالهداية والتربية والتوفيق.
محنة يوسف :
وكان جماله الرائع سبب محنته ، روى مسلم في صحيحة أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «فإذا أنا بيوسف إذا هو قد أعطي شطر الحسن» فأحبته امرأة العزيز ، وراودته عن نفسه ، فأبى إيمانا بالله ، وامتثالا لأمره ، واجتنابا لمنهياته ، وتقديرا لأفضال زوجها عليه : (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ ، إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) وامتنع همّه بها لوجود البرهان عنده ، وهو حرصه على الطاعة ، والتمسك بآداب آبائه ، لأن (لَوْ لا) حرف امتناع لوجود ، امتنع الهم لوجود البرهان ، كما في قوله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً ، إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ، لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها ، لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [القصص ٢٨ / ١٠] أي امتنع إبداؤها بما في نفسها على ابنها ، لوجود الربط على قلبها.
مكيدة امرأة العزيز :
ولما خابت في تحقيق رغبتها منه ، حقدت عليه ، كما هو شأن السادة عند ما