توضأ وضوئي هذا ، ثم صلّى ركعتين ، لا يحدّث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
والحسنات : جميع الأعمال الصّالحة ، حتى ترك السّيئة ، والسّيئات : الذّنوب الصّغائر ؛ لأن الكبائر لا يكفّرها إلا التّوبة ؛ لقوله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ، وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) [النّساء ٤ / ٣١] ، ولما رواه مسلم : «الصّلوات الخمس كفّارة لما بينهن ، إذا اجتنبت الكبائر».
وأمّا شروط التّوبة الصّادقة فهي أربعة : الإقلاع عن الذّنب ، والنّدم عليه ، والعزم على عدم العود إلى مثله في المستقبل ، والعمل الصّالح الذي يساعد على محو أثر الذّنب ، ومنه ردّ الحقوق لأصحابها ، وطلب السّماح ممن آذاه.
(ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) أي إنّ النّصح السّابق بفعل الحسنات والاستقامة ، وعدم تجاوز حدود الدّين ، وعدم الرّكون إلى الظّلمة ، عظة للمتّعظين الذي يعقلون الأحداث ويقدّرون مخاطرها ويخشون الله عزوجل.
(وَاصْبِرْ ..) أي الزم الصّبر على الطّاعة ومشاقّها ، وعن المعصية ومغرياتها ، وابتعد عن المنكر والمحرّمات ، وفي حال الشّدائد والمصائب ، فإن الله لا يهدر ثواب المحسنين أعمالا ، الصّابرين على مراد الله وقدره. وهذا دليل على أن الصّبر إحسان وفضيلة.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيتان إلى ما يأتي :
١ ـ الأمر بالصّلوات المفروضة وإيجابها ، وخصّت بالذّكر هنا ؛ لأنها ثانية الإيمان ، وإليها يفزع في النّوائب ، وكان النّبي صلىاللهعليهوسلم إذا حزبه (١) أمر ، فزع إلى الصّلاة.
__________________
(١) حزبه : نزل به مهمّ ، أو أصابه غمّ.