يلعبون ، حتى يأتيهم من الله اليقين (الموت) فسوف يعلمون ، ألهم العاقبة ، أم لعباد الله المتقين؟!
ثم حدد تعالى مهمة القرآن فقال : (وَهذا كِتابٌ ..) أي وهذا القرآن كتاب أنزلناه ، يهدي إلى الحق وإلى سواء السبيل ، كما أنزلنا من قبله التوراة على موسى ، وقد جعلناه كثير البركة والخير ، ومؤيدا لما تقدمه من الكتب ، ومهيمنا عليها ، يبشر بالجنة والثواب والمغفرة من أطاع الله ، وينذر بالنار والعقاب من عصى الله ، ولينذر أهل أم القرى : مكة ، ومن حولها من سائر الناس ، أي من أحياء العرب ومن سائر طوائف بني آدم من عرب وعجم ، كما قال تعالى في آية أخرى : (قُلْ : يا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) [الأعراف ٧ / ١٥٨] وقال : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام ٦ / ١٩] وقال : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ ، فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) [هود ١١ / ١٧] وقال : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) [الفرقان ٢٥ / ١] وقال : (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ : أَأَسْلَمْتُمْ ، فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ ، وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) [آل عمران ٣ / ٢٠] وثبت في الصحيحين أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال : «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي» وذكر منهن : «وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة».
ولهذا قال : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ) أي كل من آمن بالبعث والمعاد وقيام الساعة أو اليوم الآخر يؤمن ويصدق بصحة هذا الكتاب المبارك الذي أنزلناه إليك يا محمد ، وهو القرآن. هؤلاء المؤمنون هم الذين يحافظون على صلواتهم ، أي يقيمون ما فرض عليهم من أداء الصلوات في أوقاتها ، ويسرعون إلى كل أمر آخر أمروا به.