تعالى نص على أسمائهم في القرآن الكريم ، وهم كما ذكرت في تفسير الآية (١٦٣) من سورة النساء :
آدم ، وإدريس ، ونوح ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، ويونس ، وداود ، وسليمان ، وإلياس ، واليسع ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين ، وسيدهم محمد صلىاللهعليهوسلم (١).
والآية تدل على أن أول رسول شرع الله له الأحكام من حلال وحرام هو نوحعليهالسلام.
ودلت الآية على أن مهام الأنبياء متفاوتة ، فمنهم من جمع الله له النبوة والملك والقضاء بين الناس ، ومنهم من جمع الله له النبوة والحكم ، ومنهم من قصره على النبوة فقط ، كما تقدم. ومن هؤلاء الأنبياء من بقي له أتباع كأتباع الديانات الثلاث : اليهودية والنصرانية والإسلام ، ومنهم من انقرض أتباعه وهم إسماعيل ، واليسع ، ويونس ، ولوط.
والأنبياء أفضل من الملائكة ؛ لقوله تعالى بعد ذكر هؤلاء عليهمالسلام : (وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) والعالم : اسم لكل موجود سوى الله تعالى ، فيدخل فيه الملائكة ، فهذا القول يقتضي كونهم أفضل من كل العالمين.
ودل قوله تعالى : (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ) على أنه تعالى خص كل من تعلق بهؤلاء الأنبياء بنوع من الشرف والكرامة ، فالآباء : هم الأصول ، والذريات : هم الفروع ، والإخوان : فروع الأصول. والمراد بالهداية : الهداية إلى الثواب والجنة ، والهداية إلى الإيمان والمعرفة.
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ١ / ٥٨٥