إسرافيل. (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) ما غاب وما شوهد. (الْحَكِيمُ) في خلقه. (الْخَبِيرُ) ببواطن الأشياء كظواهرها.
سبب النزول :
قال السدي : قال المشركون للمسلمين : اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد ، فأنزل اللهعزوجل : (قُلْ : أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا ، وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا).
المناسبة :
المقصود من هذه الآية : (قُلْ : أَنَدْعُوا ...) الردّ على عبدة الأصنام ، وهي مؤكدة لقوله تعالى قبل ذلك : (قُلْ : إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ).
التفسير والبيان :
قل لهم أيها الرسول : أنعبد من دون الله النافع الضارّ ما لا يقدر على نفعنا ولا على ضرنا ، ونرد على أعقابنا إلى الشرك والكفر ، بعد أن أنقذنا الله منه ، وهدانا للإسلام؟ فيكون مثلنا مثل الذي استهوته الشياطين في الأرض وذهبت بعقله ، وأصبح حيران تائها لا يدري كيف يسير؟ والحال أن له أصحابا على الجادة المستقيمة يدعونه إلى طريق الهدى ، قائلين له : (ائْتِنا).
ويقال لكل من أعرض عن الحق إلى الباطل : إنه رجع إلى الخلف ، ونكص على عقبيه ، ورجع القهقرى. والسبب : أن الأصل في الإنسان هو الجهل ، ثم إذا ترقى وتكامل حصل له العلم ، قال تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً ، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) [النحل ١٦ / ٧٨] فإذا رجع من العلم إلى الجهل مرة أخرى ، يقال له : ردّ على عقبيه.