قد سمع قول قومك لك ، وقد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت ، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا».
فقه الحياة أو الأحكام :
الحقّ والباطل لا يجتمعان ؛ لأن الحقّ قائم على الدّليل والعقل ، والباطل منبعث من الأهواء والشهوات ، لذا يستحيل على رسول الله أن يتّبع أهواء قومه في عبادة الأصنام والأوثان ، فهم يعبدونها بمحض الهوى والتّقليد ، لا على سبيل الحجّة والدّليل ، وهم كانوا ينحتون الأصنام ، ويقبح عقلا أن يعبد العامل الصانع معموله ومصنوعه.
وليس إيقاع العذاب بمقدور النّبي عليه الصّلاة والسّلام كغيره من البشر ، وإنما الأمر والحكم في ذلك لله وحده.
ودلّ قوله تعالى : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) على أنه لا يقدر العبد على أمر من الأمور إلا إذا قضى الله به ، فيمتنع منه فعل الكفر إلا إذا قضى الله به وحكم به ، وكذلك في جميع الأفعال ؛ لأن نصّ الآية يفيد الحصر ، بمعنى أنه لا حكم إلا لله.
وكذلك وقت عقوبة الظالمين ومقدارها لا يعلم به غير الله ، فهو تعالى يعلم ذلك ، ويؤخّره إلى وقته ، ويقدره حسبما يشاء ، يفعل كلّ ذلك بموجب الحكمة ، وهو العالم بكلّ شيء ، يعجّل ما تعجيله أصلح ، ويؤخّر ما تأخيره أصلح.